11.15.2009

مختارات من مجلة الرسالة الأدبية

نقلت بعض الموضوعات من أعداد مجلة الرسالة ( الأعداد غير موجودة في الانترنت )
من العدد757- 5يناير 1948- السنة السادسة عشرة، تخيرت هذا المقال:
المسلمون في معترك الخطوب
للأستاذ . أحمد حسن الزيات


كأن الحلفاء يوم عقدوا ألوية الحرب قد عقدوا غيب ضمائرهم علي الغدر بأنفسهم وبالناس ،فلم يكادوا ينفضون أيديهم من تراب هتلر وحليفيه حتي أخذ بعضهم بتلابيب بعض ، يتصارعون علي أسلاب الحرب ويتكالبون علي جثث الضحايا ؛ فهذا يريد أن يغرز أنيابه هنا ، وذلك يحاول أن ينشب أظفاره هناك ،واللحوم طعوم ،والذبائح أجناس ؛فوقف كل وحش بإزاء منافسةه يهدده بما يملك من أسباب الحياة وبما يعلم من أسرار الموت ، حتي خشع المهيض ، واستكان الضعيف ، واستخذي الجبان ، وأقرت الأمم بالضيم ، واعترفت الدول بالرق ، وانتهي النزاع علي ملكوت الأرض إلي قوتين متعارضتين : قوة الرأسمالية في أمريكا ، وقوة الشيوعية في روسيا ،كلتاهما تريد أن تبسط سلطانها علي المستضعفين في الأرض دون الأخري ، والدولة التي كانت تنافسها في استرقاق الشعوب نتفت ريشها الحرب فتأخرت عن صفها وهبطت عن مستواها ، فتركت لهما تصريف الأمر وغفت في ظلال السكينة ترجو لأجنحتها أن ترتاش ولجروحها أن تندمل ؛ فلم يبق في العالم اليوم من يقف أمام هاتين القوتين العارمتين موقف الابي الذي يتكرم عن الذل ويتجافي عن المهانة إلا قوة واحدة تستمد بأسها من روح الله ، وتقتبس هديها من نور الحق ،هي قوة الأسلام . وبحسبك أن تسمع مذياعك في أي ليلة ، أو تقرأ صحيفتك في أي يوم ، لتعلم أن هذه القوي الثلاث هي التي تتصارع وتتقارع في الغرب والشرق وما بينهما ، وسائر الأمم محتبون بهامش الميدان يشهدون هذا الصراع شهود المتفرج أو المهرج أو المراهن : فالروسيون يريدون أن يتدفقوا في سهول الشرق لينسخوا بمبادئهم ديانانته وفلسفاته ، والأمريكيون يقيمون من دونهم السدود ليظلوا مستأسرين وحدهم بخيراته ، والمسلمون في تركية وإيران وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا ، وفي أقطار العروبة من الخليج الفارسي إلي المحيط الاطلسي ، يجأرون بالشكوي ، ويصرخون من الظلم ، ويغضبون للكرامة ، ويثورون للحق وينادون للجهاد ؛ ولكن أصواتهم الإنسانية اللينة تذهب في عواء الذئاب ونباح الكلاب كما تذهب النسمة الرخية في الأدغال الشواجن ! كأنما الحرب لم تخلف من المشكلات غير مشكلة الشرق الأوسط ! وكأنما المحرونون لم يتركوا من التراث غير تراث الإسلام ! وكأنما الأسري في نظام هيئة الأمم المتحدة هم المسلمون ! فمن لم يكن له وطن من شذاذ الأمم جعلوا له موطنا من أرض العرب ! ومن ضاقت عليه مذاهب العيش في بلده وسعوها عليه من أرزاق العرب ! ومن نقت ضفادع بطنه من المستعمرين لازدراد بقعة حرام سكّنوا جوفه المسعور بقطعة من أملاك العرب ! ومن نازع المسلمين أو العرب علي شىء من ديارهم الموروثة فضوا النزاع علي حساب المسلمين أو العرب ! فالروس تتحلب أشداقهم علي ابتلاع تركية وإيران . والهندوس يجدون العطف الاوربي علي عدوانهم الوحشي علي أهل باكستان . وهولنة تحاول أن تمزق بحديد الأمم المتحدة إندونيسيا ، وهذه الدولة لا تزال تشعر بمسامير النعل ( أظنها النعش ، والله أعلم ) الهتلري الثقيلة تغوص في ظهورها الوطيئة البضة . وانجلترة العجوز تريد ان تخلي لحمايتها أمريكا طريق الشرق فتقرر الجلاء عن فلسطين لتقتطع السودان من مصر ، و وإنسان عينهل ومهجة قلبها نلتجعله نقطة ارتكازها في أفريقيا ،وحقيقة مجازها في الشرق . وفرنسا المنحلة ما زالت تفرض الباقي من سلطانها علي الشمال الافريقي كله فتقيم بينه وبين أبويه الأسلام والعروبة حاجزا من الظلام والحصر والرقابة والتجسس ، وترغمه علي الندماج بها والفناء فيها ، فيسظل بغير عَلمه ، ويتكلم بغير لغته ، ويؤمن بغير دينه . ولولا ممالأة الدول ومواطأة اللصوص ومناوأة الخطوب لما ثبتت هذه القدم النعمة في رمال الريف وصخور أطلس ! وأمريكا التجرة الطموح تصمم علي أن تحول بين الشيوعية وثروة الشرق فتجعل من الأنجليز واليهود سدا كسد ذي القرنين يأخذ السودان من مصر ، وفلسطين من العرب ، وبقية امتداده من الإسلام . ولولا هذه النية الخبيثة لما ساعدت اجلترة علي مصر في مجلس الأمن ، وعاونت اليهود العرب في جمعية الأمم المتحدة هاهي ذي تقسم فلسطين وبها إحدي القبلتين وثاني الحرمين ،قسمة ضيزي بين العرب الأصلاء واليهود الدخلاء ، وتحمل الصهيونيين علي ضمائرها وبواخرها من أركان الأرض إلي فلسطين لينصبوا فبها الصليب للحق كما نصبوه من قبل لعيسي ، ويبذروا في القدس الشقاق للناس كما بذروه في يثرب لمحمد صلي الله عليه وسلم !ليت شعري ما جريرة العرب والمسلمين علي الأمم الأوربيين والأمريكيين ؟ هل جريرتهم عليهم أنهم فتحوا العالم وطهروه ، وأعلنوا دين الله ونشروه ؟ قد يكون مع الفتح ترة العنصرية ، ومع نشر الدين تعصب الكنيسة ، ولكن ترة المقهور وتعصب الكاهن لم يكونا وحدهما السبب في ذلك الاستخفاف الدولي بالأسلام والعروبة ؛ إنما السبب الأقوي فيما أعتقد أن المسلمين اعتمدوا علي الحق دون القوة،وعولوا علي القول لا علي الفعل ، واعتقدوا في الشخص لا في المبدأ ، ونسوا أن دينهم قرآن وسيف ، وتاريخهم فتح وحضارة ، وشرعهم دين ودنيا ، وحربهم جهاد وشهادة ، وزعامتهم خلافة وقيادة .فهل آن لأبناء الأمة الوسطي ووارث ( ووارثوا ) الدعوة الكبري أن يذكروا ما نسوا ، ويجددوا ما طمسوا ، ويعلموا أن الحق هو القوة ، وأن القوة هي الوحدة وأن وحدة العرب كانت معجزة دين التوحيد ، قام عليها تاريخهم القديم ولن يقوم علي غيرها تاريخهم الجديد ؟!
ـومن نفس العدد أخترت لكمَ
مصْرعُ البَغْي


للأستاذ محمد سعيد العريان

قال الشيخ لفتاه وهما يسلكان طريقهما في بعض أرباض الكوفة : مِلْ بنا يا بنيّ عن هذ الطريق ؛ فليس يطيب لي يومي إذا وقعت عيناي علي أنقاض تلك القلعة المهدمة ؛ كأنما يجثم وراء كل حجر من أحجارها المتناثرة نحسن ( أظنها نحسٌ والله أعلم ) يتربَّص بكل عابر سبيل ...قال الفتي منكراً :وَيْ ! كأنك تزعم يا أبت ِ أن في بعض الجماد ما ينفع وما يضرّ !قال الشيخ وقد أحذ طريقاً آخر إلي الوجه الذي يقصده ، وقد أسند كفاَ إلي كتف الفتي وكفا إلي عصاه :إنما هو يا بني ّما قلت ، وإنه لا نافع ولا ضار إلا الله ؛ وأعوذ به من كفر بعد إيمان ؛ ولكن ذكريات تتراءي لي من هذه الخربة كلما نالتها عيناي فتتجسد لي في النوم واليقظة صوراً حمراء دامية ؛ لقد عُمِّر أبوك طويلا يا فتي ورأي ما لم تره ؛ ولعلك أن تعمِّر مثل عمري فتتحدث إلي بنيك بما رأيتَ وما سمعت من أنباء هذه القلعة المشؤمة !.. استشرفت نفس الفتي إلي جديد يقصه عليه أبوه من أنباء الماضي ،وإنّ أباه لراوية أخبار ومحدث تهفو النفوس إلي حديثه ويرهف السمع ؛ ولكن الشيخ مما أوهي الزمان منه لم يكن به قوة علي حديث طويل وهو يمشى ؛فلما بلغ داره وتخفف من ثيابه جلس إلي وسادته ليستأنف حديثه إلي ولده عن تلك القلعة . قال: لقد رأيتها يا بني منذ بضع وخمسين سنة ، وكنت يومئذ فتي في مثل سنك ،والمسلمون حديثو عهد بهذا المصر ، وأميرهم فيه سعد بن أبي وقّاص ، فلما مصَّر البلد وشرع طرائقه ونظم ديوانه أمر أن تنشأ هذه القلعة واتخذها دارا للحكم ؛ وقد كان سعد مستجاب الدعوة يا بني ؛ وكأني به حين حفر أساسها قد دعا الله أن يجعلها عصمة للمسلمين من عدوهم ؛ ولو أنه اطلع علي الغيب لكانت دعوته إلي الله أن يجعلها عصمة للمسلمين من عدوهم ؛ ولو أنه اطلع علي الغيب لكانت دعوته إلي الله أن يجعلها عصمة للمسلمين من شر أنفسهم ؛ إذن لارتدت عنها شهوات المبطلين وعصمت أهل هذا المصر من أن يسفك بعضهم دماء بعض كما عصمتهم من عدوهم ؛ فما طرق الكوفة هدو من أهل الشرك منذ مصّرها سعد وأنشأها ( أظنها أنشأ والله أعلم) بها هذا الحصن أو يسفك بها كافر دما ؛ ولكن اتخذوها مطْمعة يسفك بها بعضهم دماء بعض ... قال الشيخ : في هذه القلعة يا بنيّ ، شهدت رأس الحسين بعد أن قتله أهل البغي دون الفرات شهيدا مظلوما وحالوا بينه وبين الماء ، لا يشرب من ظمأ ، ولا يجوزه الي مأمن ، ولم يكفهم ما فعلوا به وبأهله وولده ، ففصلوا رأسه عن جسده وحملوه إلي عبيد الله بن زياد الدعي ، فكأنما أراه الساعة والرأس الشريف بين يديه المخضبتين بالدم لا يكاد يكتم فرحته بموته ؛ كأن قد ضمن به الخلود في الحياة حين ضمن به الخلود في إمارته ! ثم حمل الرأس الشريف إلي دمشق ليطيب يزيد بن معاوية نفسا بالنظر إليه ويطمئن بالا باستقرار الأمر له ! هل رأي قط واحد من أهل الكوفة أومن أهل هذه القلعة رأس الحسين في الطست بين يدي عبيد الله ثم غابت هذه الصورة عن خياله ؟ ...قال الشيخ :ومضت يا بنيَّ منذ ذلك سنوات ، ومضي يزيد إلي ربه بما حمل من أوزار الناس وأوزار نفسه ، وتعاقب علي عرش بني أمية في الشام أمير بعد أمير ، وظن عبيد الله بن مرجانة أن العيش قد طاب له ، وأحسبه قد نسي يوما له الأقدار لا تغفل عن أهل البغي ؛ ولم ينس المؤمنون من شيعة بني هاشم جناية بني أمية وسُمية علي عترة النبي المصطفي (صلي الله عليه وسلم ) من خيرة خلقه ؛ فمضت الدعوة إلي الثأر لهم تنتقل من فم إلي فم وتتقاذفها الفلوات والأمصار حتي نهض لها المختار بن أبي عبيد يهتف في شيعة علي :يا لثارات الحسين ! واجتمعت له الجموع وتكتبت الكتائب ودانت لدعوته البلدان ؛ وخرج ابن زياد ليلقاه ، أو يلقي حينه ؛ فالتقي بجيش المختار في أرض الموصل علي شاطيء نهر خازر ؛ ونالته ضربة سيف باتر فقدته نصفين ، فيداه في المشرق ورأسه في المغرب ، وكما حمل رأس الحسين من حيث قتل علي الفرات إلي قلعة الكوفة ـ حُمل رأس عبيد الله من حيث هلك علي شاطيء نهر خازر إلي قلعة الكوفة كذلك ... وفي هذه القلعة يا بني ، شهدت للمرة الثانية رأسا في طست بين يدي أمير القلعة ؛ وكأني يومئذ بالمختار بن أبي عبيد إلي رأس ابن مرجانة بين يديه وهو في مجلسه ذلك من تلك القلعة ؛ وعلي شفتيه مثل تلك الابتسامة !ولعل كثيرين غيري قد رأوا ما رأيت يومئذ وفي ذلك اليوم الآخر ، فانطبعت في أنفسهم صورة الرأسين ومنظر الأميرين ؛ فمنهم من نسي صورة بصورة ومنظرا بمنظر ؛ ولكنني لم أنس ! قال الشيخ : ومضت يا بني سنوات أخر ، وتقلبت الأحوال بالناس ما تقلبت ، وجدّت أمور بعد أمور ؛ولكن رجلا من أصحاب الأمر لم ينس أن له ثأرا عند المختار بن أبي عبيد ؛ ذلك مصعب بن الزبير يا بني ، أمير تلك الجهات من قبل أخيه عبد الله المتأمّر بمكة ؛ فقد كان يري المختار دعيا في شيعة علي ن يتلصق بهم ليطلب لنفسه ملكا وإمارة ؛ وقد سبقت له البيعة لعبد الله بن الزبير في مكة علي أمل يأمله، فلما خاب أمله ذلك زعم أنه شيعة علي والثأر لولده ، ليصل بذلك إلي مناوأة الأمويين والزبيريين جميعا ؛ فنهد مصعب لحربه بالجيش اللجب ، تشايعه قبائل وبطون وجماعة من أهل الرأي وطائفة من أولي البأس في الحرب ؛ والتقي الجيشان في معارك ، ودارت الدائرة علي المختار فلجأ إلي دار الأمارة بالكوفة معتصما في طائفة قليلة من أصحابه لا قوة لهم علي المقاومة ؛ وحصرهم جيش الزبيريين حتي لم يجدوا بدا من البروز لحربهم أو النجاة بأنفسهم ؛ ونالت المختار ضربة كانت فيها نفسه ، فاحتز رأسه وحمل إلي الأمير مصعب بن الزبير في قلعة الكوفة .وكماشهدت من قبل رأس الحسين ورأس بن مرجانة بين يدي أمير القلعة ، شهدت رأس المختار ...وكانما هجس بنفسي وقتئذ هاجس وأنا أنظر إلي مصعب بن الزبير وبين يديه رأس المختار وتمثلت لي صورة غير التي تراها عيناي في تلك الساعة ؛ فكأن الذي في الطست ليس هو رأس المختار بن عبيد ، ولا رأس ابن مرجانه ، ولا رأس الحسين ؛ ولكنه رأس مصعب نفسه ؛ وكأن الأمير الجالس علي الكرسي رجل آخر غيره ، ولكنه رجل لا أعرفه ، لأن عيني لم تقع عليه قط .هذا منظر تكرر علي عيني ثلاث مرات ، في صورة واحدة ومكان واحد ، ولأسباب تكاد تتشابه ؛ فكأنما رأيت منظرا رابعا لم يره أحد بعد ، وكأن هاتفا من وراء الغيب يهتف بصوت أكاد أحكي نبره : لكل باغ ِِ يوم !واستقرت هذه الصور الأربع في واعيتي لا أكاد أغفل عنها طرفة عين ؛ أما ثلاث منها فرأيتها رأي العين ووعيتها وعي اليقظة ؛ وأما الرابعة فكانت وهما تجسد حتي قارب أن يكون حقيقة مما يدرك بالحس ! قال الشيخ :لست أدري يابني أكانت هذه الصور الأربع في واعيتي أنا وحدي أم كان غيري يعيها ؛ ولكن الذي أرويه يقينا هو أن رجلا واحدا من الذين شاركوا في هذه الحوادث الدامية لم تخطر علي باله قط الصورة الرابعة ؛ ذلك هو مصعب بن الزبير نفسه !وتوالت الأعوام يا بني وهذه الصور تتراءي لي في يقظتي وفي منامي ، حتي حرَّمت علي نفسي أن أجوز ذاك الطريق حتي لا تقع عيني علي تلك القلعة المشئومة فتجدُّ لي ذكريات وتبعث تلك الصور البغيضة إلي نفسي ...وكان عبد الملك ابن مروان علي عرش بني أميةفي الشام ،وقد تفاني أعداؤه ومناوئوه طائفة بعد طائفة وأهلك بعضهم بعضا فلم يبق ثمة من يخشي خطره غير ابن الزبير ؛ وانضم إليه فلول من أصحاب المختار ابن عبيد ، لا يحملهم علي الحرب معهم إلاالرغبة في الثأرمن قاتل صاحبهم ...والتقي جيش الزبيريينوجيش بني امية في مسكن،علي نهر الدجيل عند دير الجاثليق؛ونشبت المعركة ،فشد علي مصعب رجل من اصحاب المختار وهو :يا لثارات المختار! وطعنه فابلغه أجله...واحتزّ راس مصعب وحمل إلي عبد الملك ابن مروان ...وشهدت الصورة الرابعة عيانا ، وكنت اراها رأي المتوهم منذبضع سنين .ورايت عبد الملك ابن مروان جالسا علي كرسيه وبين يديه الرأس في الطست...وكان بين مصعب وعبد الملك مودة حين كانا في المدينة قبل ان ينزغ بينهما الشيطان ... وأحسبني رأيت دمعة في عين عبد الملك وهو يقول محزونا وينظر الي رأس مصعب (متي تغذو قريش مثلك! ؟ )وغامت علي عينيّ غائمة ،فقلت ولا اكاد أعي ما تلفظه شفتاي :( إني رايت بهذه القلعة راس الحسين امام عبيد الله ابن زياد،وراس ابن زياد امام المختار ،ورأ المختار امام مصعب ، ورأس مصعب امام أمير المؤمنين!..)وبلغت كلماتي اذن الامير،فكأنما تطير مما سمع ،فأمر بنقض بنيان القلعة ؛فهي من يو مئذ انقاض يا بنيّ!.قال الفتي :فما يفزعك منها يا ابت وقد صار الي ما تري ؟قال الشيخ_ لست ادري يا بني ؛ ولكني اتوقع كلما وقعت عيناي علي أنقاضها أن احداث ستحدث في هذا المكان ،وتزدحم علي ذكريات الماضي وصوره الحمراء الدامية ...ثم صمت الشيخ واطرق ،وسرحت خواطر الفتي الي واد بعيد.***وتعاقبت السنون ، ومات الشيخ ،وأيفع الفتي ثم اكتهل وبرقت في فوديه شعرات بيض ؛ونسي كل ما كان من حديث أبيه؛ونسي اهل الكوفة ما مرّبهم من احداث وما وقع في القلعة من حوادث ؛ولكن انقاض لقلعة ظلت مركومة حيث كانت ...(ومر الفتي ذات يوم بالمكان فتذكر ،ووقع في وهمه أن شيا ما سيحدث ...(ومضت ايام،وحدث شيء ...من وراء انقاض القلعة المهدمة بالكوفة بدات طلائع الزحف العباسي الي دمشق ،لتحطيم عرش بني مروان!!وتنفس الفتي نفسا عميقا حين بلغه النبأ،وقال في ثقة واطمئنان :آمنت بأن لكل باغ مصرعا..!

مقال ( نملتان في الفلفل) للدكتور زكي نجيب محمود

نملتان في الفلفل
جلس الشيخ في دكانه محزونا ؛ إعتمد رأسه علي راحتيه وجعل يفكر : ماذا أنا صانع يا رباه في جحافل النمل التي تهجم علي سكَّري في ظلمة الليل ؟ إنها لتأكلني أكلا إذ هي تأكل قوت عيالي ، وإني لعائل أسرة أكاد أنوء بحماها الثقيل ؛ لو كانت النِّمال مما يرعي مبادىء الأخلاق ، لناشدتها الضمائر ألا تسطو علي ملك غيرها ، فحرام عليها أن تستريح بياض النهار في أعشاشها ، حتي إذا ما سترها الليل بعتمته ، ملات بطونها مما كد َّ غيرها في جمعه وكدح ، حتي تندَّيمنه بالعرق الجبين . لكن ـ واأسفاه ـ ليس للنمل أخلاق يُراعيها .وتحير الشيخ في أمر هذا النمل ، كيف يعرف موضع السكر وإنه لخبىء في عابة محكمة الغطاء ؛ وإن الشيخ ليغير مكان العلبة كل مساء ، فيضعها علي الرف مرة ، وتحت النضد مرة ،ويكسوها باللفائف تارة ، ويعلقها في الهواء طورا .... لكن النمل يعرف !!ولمعت فكرة في رأس الشيخ كاد يثب لها في مقعده : أما والله إني لأحمق مأفون ، أضع إصبعي في الفخ حتي إذا ما ضغط الفخ علي إصبعي ، صرخت من ألم !ألم أكتب علي الصناديق بيدي هذه البطاقات ، تعلن عما في بطونها فلمن كتبتَ ـ ياأحمق ـ هذه البطاقات ، إن لم تكن للنمل يقرؤها في الليل ، وإنه لذو بصر حديد ، فيعرف موضع السكر من الدكان في حندس الليل ! لأنزعن من فوري هذه البطاقات عن أماكنها ، وكفاني من بلاهتي ما لقيت كفاني ... ونهض الرجل في حماسة لينزع ...لكن لا ! لقد لمعت عيناه بفكرة أخري ، فكرة إفترت بابتسامة عريضة ، ثم انفجرت بقهقة عالية .. أأنا الرجل الذي يغلبه النمل علي أمره ثم لا ينتقم ؟ فيما إذن كان مقامي في حلقات العلم أعواما إن قصرت بي عن ختام العلم فقد دنت منه؟! ويحك الليلة مني يا نمال ! ونزع الرجل في زهو الظافر بطاقة السكر ووضعها علي علبة الفلفل وكتب الفلفل علي علبة السكر ـ سيأتي النمل الليلة أسرابا كعهده ، وسيقرأ العنوان فيظنه دالاَّ علي مضمون الكتاب ، وسيدخل علبة الفلفل وفي وهمه أنه سيجدحلاوة كل يوم ، وما كل ما يتمني المرء (يا نمل ) يدركه ، تأتي الرياح يا نمل بما لا تشتهي السفن ...وأوشكت الخطة أن يصيبها الفشل ، إذ جاء النمل ولم يقرأ ، بل شم وانصرف ،إلا نملتين نملتين حفظتا القراءة في مدرسة من مدارس الالزام ، فقرأتا وضحكتا من جهل الأخوات ، وتسللتا إلي السكر الموهوم ، فإذا داخل العلبة ديجور لم تعهداه فيما سلف من الليالي ن وبيناهما تسعيان وراء الرزق ، صدمت نملة منهما نملة في بعض الطريق:ـ ما لك الليلة ماذا دهاك ؟ ـ عتمة لم أعهدها ها هنا يا أختاه .ـ لست أري في الأمر اختلافاً عن المألوف .ـ بل ألفتُ أن يتسرب من سماء هذا المكان شعاع ضئيل من الضوء يعكس شيئاً من بياض ، وإذا الامر كله الليلة في عيني سواد في سواد ؛ ثم الفت أن أسير علي منبسط فسيح ، فإذا بي الليلة أدور مع موطيء القدم حيث يدور ن ثم ... لست أدري يا أختاه ماذا دهاني ، لعله مرض في جوفي تغيرت معه طبيعة دنياي ثم ألفت علي اللسان حلاوة فإذا بالشىء يلسع الليلة لساني لسعاً أليماً ، حتي ليكاد اللسان من حدة اللسع يحترق .لك الله يا مسكينة ، ألا إن الأالأرض هي الارض والسماء هي السماء ، والمأكل كعهدنا طيب به حلو المذاق ، غيِّري من جوفك تتغير الدنيا في عينيك .ـ أواثقة أنت أننا في علبة السكر ؟ـ قرأت العنوان بعيني ، واذوق الطعم الآن بلساني ، وليس إلي الشك عندي من سبيل . وفيما الريبة والسؤال ؟ دونك المكتوب فاقرئيه ، وليست الرحلة إليه شاقة ولا عسيرة .ـ سأفعل ن لا ارتيابا في صدق ما تقولين ، ولكن ليطمئن قلبي . ـ وخرجت النملة إلي ظاهر العلبة ثم عادت والتقت بأختها بعد تعثر في الطريق وبحث في الثنايا هنا وهناك .ـ صدقت إنه السكر لاشك فيهـ لا ( يا أختاه ) بل كل الشك فيه.ـ وي! ماذا تقولين؟ ماذا تظنين ؟ ـ كأنه يا أختاه حَب فلفل ، إني لأحس الآن ما تحسين ؛ فسواد شديد حالك يسد عليَّ مسالك الطريق ، وانبعاج في الأرض لا يكاد يمكنني من السير ، ثم طعم لاذع يذيب اللسان ويمزق الأحشاء .ـ لكنه السكر ، والبدال لا يخطىء الترقيم .ـ نعم ، لابد أن يكون سكرا ، لأن البدال لا يخطىء الترقيم ؛ فصبراً جميلا ، حتي نملأ جوفينا مما رزقنا الله وإنه لحلو مستساغ , وإن كره البصر واللسان والاحشاء جميعا.وأصبح الصباح وعاد النمل إلي عشه ، لا لتستريح النملتان هذه المرة من عناء الليل ، بل لتتلويا من عذاب أليم كلما مغصت في جوفيهما الأمعاء ، والتقت المسكينتان في منبطح من العش :ليتنا ما أكلنا السكر ـ السكر ؟ !ـ وما عساه في ظنك أن يكون ؟ـ اسمعي يا أختاه ، لقد ذهبت مع ظلمة الليل وغفلته ن وعادت إلي ّ مع ضوء النهار حكمتي ، إن هولاء الناس لأصحاب خدعة فما فتئوا الدهر يخدعون ويخدعون ، ةإني لأعلم من أمرهم ما لا تعلمين ، بل لعلي أعلم منه أعلم منه ماليس يعلمون .ماذا تريدين ؟ـ سأوضح لك الليلة ما أريد.ـ وجاء المساء وخرجت النملتان ، نملة تهدي وأخري تهتدي تعاليْ معي فادخلي خزانة الكتب ، امسكي هذا الكتاب ما عنوانه ؟ ـ في الفلسفة الاسلامية.ـ ومن كاتبه ؟ـ شيخ جليل في طليعة الشيوخ ـ دونك فاقرأيه ، ماذا ترين فيه ؟ـ لست والله أطالع فيه إلا فقه وما إلي الفقه .ـ نعم ، وسماه فلسفة، ليدخل المريدون خلال العنوان إلي فلسفة فإذا بخم في فقه يتقلبون ، كما دخلنا ليلة أمس علي بطاقة من سكر ، فإذا الفلفل يملأمنا الأمعاء والبطون ... وهذا الكتاب الآخر ما عنوانه ؟ ـ خواطر أديب ـ ومن كاتبه؟ـ علم من أعلام القلم ـ دونك فاقرأيه ، ماذا ترين فيه ؟ ـ لست والله أري فيه إلا خليطا من معرفة لا هي إلي العلم في دقته ولا إلي الأدب في جمله وصورته . ـ نعم ، وجعله الكاتب أدبا ، ليتسرب إليه الراغبون في أدب ، فإذا هم في مرج آخر يمرحون ... اخرجي من بطون الكتب وهيا بنا إلي الحياة العريضة في المنازل والشوارع ، انظري هناك ماذا تبصرين؟ـ كومة من قمامة ... لا بل هو آدمي يتحرك.ـ هذه القمامة البشرية يسمونها مدنية شرقيةـ كلا ، لا تمزحي، بل..ـ وانظري هناك ، ماذا تبصرين ؟ـ شرطي يضرب إنسانا في عرض الطريق .ـ وهذا الطغيان الساري يسمونه مدنية شرقية.ـ وانظري هناك ، ماذا تبصرين ـ كأني به مريض محموم أحاط به ذووه.ـ وهذه الجهالة يسمونها مدنية شرقية .ـ كلا لا تمزحي بل ...ـ وادخلي هذه الدار فانظري ، ثم ادخلي جماجم الرءوس وانظري ، وسترين شيئا عجبا يسمونه مدنية شرقية .ـ كلا لا تمزحي بل المدنية الشرقية شيء غير هذا كله . سمعتهم هكذا يقولون.ـ وأنا سمعت آخرين يقولون إن المدنية لا تكون شرقية ولا غربية، إنما هو علم يعلمه الأنسان أنّي كان ، وفن يخلقه الأنسان أنّي كان فحيثما وجدت الجهالة والمرض ، وجدت ماذا ؟ـ لكنهم يقولون...ـ ويحك من نملة حمقاء ، أفتنصتين بعد لما يقولون ؟ إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، ألا يكفيك ليلة واحدة تقضينها في علبة الفلفل ؟
زنبقة الخليل
شعر :أحمد جاد


أحيا سناك القلب حبا رائعا

وحييت في حب هناك يماثله

وشغفت أوردة المحبة ضٌمخت

عطرا تناوله الهوي ويناوله

ومشيت في طرق السماء حكيمة

تزدان في وضح النهار أصائله

أني تطاولك الأكف بعجزها

وينالها شرف – فديت- تحاوله

القدس منديل الشهيد قماطـــه

غرس المحبة فرعه وسنابله

القدس مِسبحة المُريد صلاته

سَحَر المساء فروضه ونوافله

القدس سجدة عابد متبتـــل

عرفت علي لحن الفداء شمائله

القدس خرقة سيدي يا سيدي

مددٌ علي جسر العطاء نوائله

القَدْسُ لا كيدُ العدوِ ومكرِِه

ظلت تضل شباكه وحبائلـه

القدس تعرف في جيوش ابن الولي

د تصول في تيه هناك جحافله

القدس أغنية العبور يبثها

(اللهُ اكبرٌ) جنده وبواسلـُه

أوَ كل يوم في غرامك فارسٌ

يهوي فزنبقة الخليل تسائله

في جَعبة ِالأبطالِ بَعدك شاعرٌ

تَرثي الكرامة َ ياصديقُ أنامله

ويبيعها شرفَ الكلامِ أبيـــة

وتبيعه عزَّ الانامِ تبادلُــــه

يستمهل الموتُ المجيءَ دقائقــا

كي لا يري الطفل الصغير يصاوله

ينتابه الخوفُ الجبانُ مهابـــًـة

لحجارةِ الأطفالِ وهي تقتالــه

فكأنه شبح العدو مخافـــــًة

وكأَنها طيفُ الشهيد تقابلـُه

وَسَنَلْتَقِي رَغْمَ الشَّتَاتِ يَضُمُنَا

بَحْرُ المَحَبَةِ لٌجُُّهُ وَسَوَاحِلُـــهُ

ظلم ذوي السلطة

بقلم : أحمد جاد

كثيرا ما قرأت معلقة طرفة بن العبد الشاعر الذي عاش خمسة25 عاما فقط وقتل غدرا وهو في ميعة الصبا وغضارة الشباب وهو صاحب المقولة الشهيرة( استنوق الجمل) والجميع يعلم تلك القصة، يبدأ طرفة - بفتح الطاء والراءوالفاء- معلقته ببيت من أفضل مطالع الشعر العربي :
لخَولة أطلالٌ ببُرقة ثَهــْــمدِ
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وخولة هذه امرأة كلبية -عافانا الله -!!، وبُرقة-بضم الباء- هي المكان الذي اختلط ترابه بحجارة أوحصي، ثهمد اسم موضع.
المهم علي كثرة قرائتي لتلك المعلقة التي يبلغ عدد أبياتها104 بيتا وكثرة تعثري في ألفاظهاالوعرة الحوشية التي تفسد عليَّ القصيدة ،إلا أني غالبا ما يستوقفني بيت منها يجعلني أنعم النظر فيه عدة ثواني مسقطا معناه علي واقعنا المعاصر ،والبيت هو:
وظلمُ ذوي القربي أشدُّ مضاضةً
علي المرء من وقع الحسام المُهَنَّدِ
ولكن دعنا من ظلم ذوي القربي فليس مقامه الآن ، لنتحدث عن ظلم ذوي السلطة الذي نجده كثيرا في أيامنا هذه ، والذي يتجلي في تجاهل ذوي السلطة للأدباء والمفكرين والعلماء في حياتهم وبعد رحيلهم،ومنذ أيام قلائل رحل عن عالمنا الأديب الفيلسوف الدكتور مصطفي محمودوشيَّع جنازته الفقراء في غياب ذوي السلطة ؛ وذلك لإنشغالهم بمؤتمرهم( وكلمة مؤتمر تذكرني بقوله تعالي{ إنَّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك}) القصص20 ،فلم يحضر أحد منهم مراسم التشييع ناهيك عن أنهم لم يقطتعوا دقيقة من وقتهم الثمين!! ليقفوا دقيقة حداد علي العالم الجليل ، عندها قفزت ذاكرتي المطاطة من طَرَفَة إلي شاعر النيل حافظ إبراهيم متذكرا قوله:
حَطَمْتُ اليراع َفلا تعجبـي
وعفت البيان فلا تعتبــي
فما أنتِ يامصرُ دار الأديب
ولا أنت بالبلد الطـيـــبِ

4.27.2009

















جـولة فى مكتبة الأستاذ الدكتور /


مصطفى رجب



أجرى الحوار/ أحمد جاد ، أحمد عقل
ذهبنا إليه فى قريته الهادئة (شطورة)، استقبلنا الدكتور مصطفى بابتسامته الجميلة و مع رشفات الشاى الساخن دار الحديث عن القراءة و الكتب و الشعر و السياسة و قد تطرق إلى موضوعات عدة فقد حدثنا عن البدايات قائلا :
بدأت فى المرحلة الابتدائية بعد تعلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن و مع نهاية المرحلة الابتدائية واظبت على شراء مجلة "سمير " ثم " التعاون"وهى جريدة سياسية وقد كان معها كتاب هدية و سلسلتى كتب إسلامية و قضايا إسلامية و كانت تصدر أول و منتصف كل شهر عربى و كان ثمنها قرشين و لما انتقلتُ إلى المرحلة الثانوية تعرفت على بائعى الكتب الحاج"هريدى " و الحاج " السمنودى " رحمهما الله و كنت أشترى مجلة " الهلال " القديمة بقرشين، و اطلعتُ على ما يقرب من 90%من الكتب الأدبية التى كانت تحويها مكتبة رفاعة الثانوية بطهطا ،فقرأتُ كتاب الأغانى و مهذب الأغانى و تجريد الأغانى و الكثير من أمهات الكتب .فقد كان عصرنا خالياً من المشتتات التى نراها اليوم و مع دخول الجامعة كان التفوق بالنسبة لى سهلا حيث إننى جمعت بين الهواية و التخصص و هذا هو نصف النجاح .
* متى بدأت تكتب الشعر و ما هى أولى القصائد ؟
بدأتُ أكتب الشعر فى الصف الثانى الإعدادى و كان أستاذى :"محمد قطب " هو الذى اكتشف موهبتى و كان يعيرنى بعض كتبه ،أما عن أول قصيدة كتبتها فهى "قلمى سلاحى " و فى الصف الثانى الثانوى اشتركتُ فى جريدة " الطلبة " بقصيدة اسمها "اذكرينى " و حصلتُ على المركز السابع على مستوى الجمهورية و فى الصف الثالث الثانوى فزتُ بالمركز الأول مشتركاً بقصيدة اسمها " "أنا ما زلتُ أهواكِ " عام 1973م .
وأثناء وجودى بكلية التربية بأسيوط بدأتُ أنشر قصائدى فى المجلات الكبرى مع كبار الشعراء و كنتُ أتقاضى "خمسة " جنيهات على القصيدة من مجلة " الثقافة " و التى كان يرأسها يوسف السباعى ,بعد ذلك كتبتُ فى مجلات " الدوحة "و " الهلال " و " الجديد"والتقيتُ بالشاعر الكبير "أمل دنقل "و "نجيب سرور" .
* لماذا لم تترك القرية مثل كثير من الأدباء الذين اتجهوا للقاهرة ؟
اخترتُ القرية لأسباب شخصية تتعلق برغيتى فى أن استمر فى الحفاظ على صلة الرحم فأنا لا أستطيع أن أقدم الدنيا على الآخرة ،ووجدتُ فى القرية ميزةً ألا و هى نقاء الهواء و الهدوء ،و القاهرة فيها الشهرة و لكن الشهرة تقتل الإبداع ,والقاهرة ندّاهة و لكنها لم تنجب من الأدباء ما أنجبه الصعيد و الأقاليم الأخرى إلا "نجيب محفوظ" .
* ماذا عن طقوس القراءة ؟
أقرأُ و أكتب معتزلاً و لا أحب الضجة فى الحالتينن ، فالكتابة عندى عورة يجب سترها.
* ما عدد الكتب التى تحويها مكتبتك ؟
أنا لم أحصها و لكنها تزيد عم 15ألف كتاباً بخلاف المجلات و الدوريات .
* هل تقوم بإهداء بعض الكتب ؟
أهديتُ إلى قصر ثقافة الوادى الجديد و أبنود و كلية التربية بالمنصورة و دمياط و كليتى التربية و الآداب ببنى سويف و لجميع مدارس شطورة و بعض مدارس الشيخ زين الدين و أهديت الكثير من الرسائل العلمية إلى كلية الطب البيطري بسوهاج عندما أفتتحت , و أهديت أربعة مراجع علمية باللغة الأجنبية إلى كلية الطب بسوهاج .
* لماذا لم ترسل بعض الكتب إلى قصر ثقافة طهطا ؟
لم يُطلب منى ذلك و لكن سأرسل إليهم بعض الكتب إن شاء الله .
* هل لديك كتابٌ اتخذتَ منه موقفاً معادياً ؟
نعم كتاب " قبل السقوط " لفرج فودة الذى صدر عام 1989م و راسلتُه قبل أن يُقتل و جادلتُه فى الكتاب لأنه أساء للإسلام فى كتابه هذا و رد علىّ بكتابات بخط يده و مازلتُ أحتفظ بها حتى الآن .
* ما هو أول كتاب ألفته ؟
ديوان " الصيد فى الماء الرائق" عام 1986م .
* ما عدد الكتب التى ألفتها ؟
ألفتُ ثلاثين كتاباً و خمسة دواوين شعرية آخرها ديوان " فى الممنوع " عام 2008م .
* ما هو أهم كتاب ألفته و تعتز به ؟
كتاب "صفحات مجهولة من تراثنا الشعرى الفكاهى" .
* هل تتابع الدوريات و المجلات الشعرية ؟
نعم بشكل منتظم .
* ما آخر كتاب قرأته ؟
كتاب "من روائع حضارتنا ".
* هل أثرت الإنترنت على القراءة و توزيع الكتب و الجرائد ؟
إلى حد ما و لكن يوجد القليل من الشباب يدخلون على الإنترنت ليقرأوا الكتب الممنوعة و الصحف ولكن الكثيرين من الشباب يهتمون بالتفاهات .
* ما رأيك فى الحركة الشعرية فى مصر عامةً و فى سوهاج خاصةً ؟
حــركة قرعـــــــــــــة !!
* مَن هم الشعراء المفضلون لديك ؟
بعد المتنبى و أبى العلاء المعرى أستمتع بـ"حسن طلب " و " أحمد بخيت " و" إيهاب البشبيشى " .
* هل تعرضت يوماً لضغوط بسبب كتابة مقال أو رأى ؟
لا لم يحدث .
* ألا تشعر بأنك لم تنل حقك من التكريم و الجوائزعلى مستوى الدولة ؟
الحمد لله فقد كُرمتُ أكثر من مرة من وزارة الثقافة،و كأفضل ناقد فى بور سعيد عام 2005م و فى مطروح عام 2000 م و فى سوهاج عام 2002و كرمت من وزارة الثقافة حيث حصلتُ على المركز الأول فى الشعر عام 1994م و كرمت فى الكويت عام 1989م , ثم اختارتنى الموسوعة العالمية للشخصيات البارزة فى العالم و ذلك عام 1998م و ترجمت لى و هى تُطبع بـ137 لغةً و هى أكبر موسوعة ترجمات فى العالم وشاركتُ فى مؤتمر علمى فى إندونيسيا فى إقليم" أتشيا" لوضع خطة لإنشاء نظام تربوى إسلامى من الروضة إلى الدكتوراه و كنتُ العربى الوحيد المشارك فى المؤتمر .
* هل أنت راضٍ عما حققته فى حياتك ؟
الحمد لله أنا أردد بعد كل صلاة قوله تعالى "ربّ أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علىّ و على والدىّ و أن أعمل صالحاً ترضاهُ و أدخلنى برحمتك فى عبادكِ الصالحين ".