3.13.2010

حانت لحظة البوح .... قصة قصيرة

بالكاد كنت تصل إلي ذلِك الشارع حيث تسكن،لم تكن المرة الأولي ، لكني أذكر ما كنت تردده دوما
(( لا تنطبع علي ذاكرتي الأماكن ، قلما أتذكر مكانا زرته لمرة أو مرتين ))
قادك قلبك إليه هذه المرة وعيناك تبصران طفلتها بعمرها الغض تلهو مع صويحباتها في ذلك الشارع ، طفرت \ قفزت الطفلة بمجرد رؤيتك ، تعلقت بكفك ، واصطحبتك إلي أعلي حيث تسكن العائلة ، صعدتما الدرج علي مهل كنت تخشي عليها درجات السلم الملتوية ، المتعرجة ، والتي لا تخطئها قدمان تمرستا عليها صعودا وهبوطا .
( لم تكن في اللقاء الأخير كعادتها لا تفارقها الابتسامة ، تُري أتظل طيور الفرح ترفرف دوما علي أفنان دوحتها ؟!)
ظننتَ ذلك !!
إطراقات الحزن كثيرة ، ومضات التفكير كثيفة ، شفتاها تفتر عن ضحكة باردة متكسرة حاولت أن تخبئ بها رتوش القلق ، فاتك إبداء إعجابك بالطفلة قاصدا الأم
الأم!! ؛ ولكن كيف تلد الفراشات ، حقا لم نرَ فراشة تلد قبل ذلك !
( كانت طفلتها قطعة سكر ، جرت المشيئة فسوتها ملاكا مثل أمها الحزينة)
ثمة أشياء كثيرة لا نفهمها في الحب .

تُري فرحت للقياك .. أم سرها تواجدك كضيف عليها أن تكرمه
يدك تمتد إليها ،يحتضن الكفان .. حاجبان كخيطين ضقيقين ، ضغطت َ .. عينان خضراوان .. ، ضغطت َ .. أنف كحبة لؤلؤ ، ذابت يدها في يدك.. فم قرمزي ، افترقا الكفان .. جسد ممتلئ بالرغبة .
وقتها أحسست بحرارة يدها تسري عبر جلد كفيكما المتلاصقين، اكتملت الصورة ذاهبة للأطار تسكنه .
تري أحست بك ، أم أن النساء لا يعبأن بمن يصغرهن ، كانت تكبرك بإعوام عدة وأنت تكبرُ قلبها بحب نزق ، أكانت تنظر إليك علي أنك صغير رغم خشونة الصوت ،وانتشار الشعر في الوجه.
لم تكن المرأة الأولي كانت النساء قبلها صورا تسكن إطار القلب ثم تزمع الرحيل تاركة الإطار خاويا.
- عليك أن تعود لنراك
حسبك ما قالت
وهل تقصد ؟
نعم تقصد .. بل لا تقصد ، بالطبع لا يعنيها ، بل يعنيك أنت
ذابت كلماتك في تلعثمات اللسان خجلا واعدا بالمجيء مرة أخري .
كان كل شئ يحضك علي البوح , كنت ممتلأ بحب ربيعي لأمرأة تزحف إلي خريفها الغض
بدت عليك أمارات الحب ، صففت شعرك جيدا ، اخترت ربطة عنق أنيقة ، عدت في الموعد المحدد ، كبرت قليلا .. ذاب حزنها .. أينعت علي ثغرها ابتسامة رقيقة .. وثب قلبك جزلا
الآن تعود كما كانت .. جمعت شتات نفسك ..رتبت فوضي مشاعرك
، بدوت كعاشق مترهل أثقل لسانه الوجد ، حانت لحظة البوح
تقول بكل زهو الحب .............
قاطعتك قائلة :
- لم َ لم تبارك لي ؟
- خيرا ، علي ماذا ؟
- سيأتي طليقي اليوم ليردني إلي بيتنا .
تهرب من الإطار صورة ٌ سكنته ، بعثت في قرارة القلب جذوة الحب المعطل ، ها هي الآن ترحل
.

أحمد جاد 11\2\2010