11.15.2009

ظلم ذوي السلطة

بقلم : أحمد جاد

كثيرا ما قرأت معلقة طرفة بن العبد الشاعر الذي عاش خمسة25 عاما فقط وقتل غدرا وهو في ميعة الصبا وغضارة الشباب وهو صاحب المقولة الشهيرة( استنوق الجمل) والجميع يعلم تلك القصة، يبدأ طرفة - بفتح الطاء والراءوالفاء- معلقته ببيت من أفضل مطالع الشعر العربي :
لخَولة أطلالٌ ببُرقة ثَهــْــمدِ
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وخولة هذه امرأة كلبية -عافانا الله -!!، وبُرقة-بضم الباء- هي المكان الذي اختلط ترابه بحجارة أوحصي، ثهمد اسم موضع.
المهم علي كثرة قرائتي لتلك المعلقة التي يبلغ عدد أبياتها104 بيتا وكثرة تعثري في ألفاظهاالوعرة الحوشية التي تفسد عليَّ القصيدة ،إلا أني غالبا ما يستوقفني بيت منها يجعلني أنعم النظر فيه عدة ثواني مسقطا معناه علي واقعنا المعاصر ،والبيت هو:
وظلمُ ذوي القربي أشدُّ مضاضةً
علي المرء من وقع الحسام المُهَنَّدِ
ولكن دعنا من ظلم ذوي القربي فليس مقامه الآن ، لنتحدث عن ظلم ذوي السلطة الذي نجده كثيرا في أيامنا هذه ، والذي يتجلي في تجاهل ذوي السلطة للأدباء والمفكرين والعلماء في حياتهم وبعد رحيلهم،ومنذ أيام قلائل رحل عن عالمنا الأديب الفيلسوف الدكتور مصطفي محمودوشيَّع جنازته الفقراء في غياب ذوي السلطة ؛ وذلك لإنشغالهم بمؤتمرهم( وكلمة مؤتمر تذكرني بقوله تعالي{ إنَّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك}) القصص20 ،فلم يحضر أحد منهم مراسم التشييع ناهيك عن أنهم لم يقطتعوا دقيقة من وقتهم الثمين!! ليقفوا دقيقة حداد علي العالم الجليل ، عندها قفزت ذاكرتي المطاطة من طَرَفَة إلي شاعر النيل حافظ إبراهيم متذكرا قوله:
حَطَمْتُ اليراع َفلا تعجبـي
وعفت البيان فلا تعتبــي
فما أنتِ يامصرُ دار الأديب
ولا أنت بالبلد الطـيـــبِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق