وقد زعم بعض المتصوفين أن الله جل ثناؤه ما امتحن الناس بالهوى إلا ليأخذوا أنفسهم بطاعة من يهوونه وليشق عليهم سخطه ويسرهم رضاؤه فيستدلّ بذلك على قدر طاعة الله عزوجلّ إذ كان لا مثل له ولا نظير وهو خالقهم غير محتاج إليهم ورازقهم مبتدئاً غير ممتن عليهم فإن أوجبوا على أنفسهم طاعة من سواه كان هو تعالى أحرى بأن يتبع رضاه.
ابن داوود الأصبهاني